عتبر دوستويفسكي واحدا من أعظم كتاب الرواية، فأعماله تتميز بقدرة على السرد تشد القارئ، وبتعبيرها القوي عن دواخل النفس الإنسانية، وقد عبر عن ذلك في عناوين رواياته التي تصف الإنسان في شتى مواقفه وتصرفاته: المقامر – المراهق – مذلون مهانون – الجريمة والعقاب – الأبله… وتعتبر رواية “الجريمة والعقاب دوستويفسكي” إحدى قمم الأعمال الإنسانية، إنها ذلك اللغز المفتوح على النفس الإنسانية، وما يدور في أعماقها، والمفتوح على قضايا الموجود، والعذاب، والخير، والشر، والحب، والجريمة، والجنون، والأهواء، والمنفعة، والمرض… إن شخصية راسكولنيكوف هي محاولة لفهم تعقيدات الشخصية الإنسانية مقدماً عدداً من التفسيرات، مناقشاً الدوافع والبواعث الكامنة في اللاوعي والتي حَدَت راسكولنيكوف للتصرف بما يخالف المنطق. يطرح كتاب الجريمة والعقاب دوستويفسكي فكرة إستحالة معرفة الإنسان، ويجبرنا على أن نتطلع إلى ما يكمن في نفوسنا، وأن نعثر فيها على تلك الأهواء التي تعصف بأبطاله، وكيف أن النفس الإنسانية تحمل في آن أسمى المثل إلى جانب أحط الدناءات… كيف أن الإنسان يحمل في داخله قوة تنفيذ الجريمة ورغبة تحقيق العدالة.
“الجريمة والعقاب دوستويفسكي, رواية مبنية على أساس الصراع الداخلي عند الإنسان وخاصةً الرغبة في التعبير عن النفس وإثباتها في مواجهة الأخلاقيات والقوانين التي أوجدها البشر مما يجعلنا نحس بقلق مضن ونتساءل عن العدالة في هذا العالم وفي الوقت ذاته نتساءل عما إذا كان يحق لنا الإقتصاص من العدالة ومن الأخلاقيات . ولهذا لا بد من إقتناء الجريمة والعقاب دوستويفسكي”